تأخذ الحرب الصهيونية على الإسلام والمسلمين في هذا الوقت أشكالاً متعددة، لعل من أهمها الحرب الإعلامية التي تُوظف لها الأفلام السينمائية، وأفلام الرسوم المتحركة الموجهة للكبار والصغار. وتكمن خطورة وسائل هذه الحرب في وجودها بوفرة في الأسواق وإمكانية الحصول عليها بسهولة من محلات الفيديو المنتشرة في العالمين العربي والإسلامي من دون وعي من قِبَل المشاهدين أو تحليل موضوعي دقيق لرسائلها المعادية.
وما يقال عن رسالة كثير من أفلام هذه الشركة. وباستقراء بعض تجاوزات (ديزني)؛ نجد أنها تعمد لتصوير رسالة تكررها هذه الشركة دائماً مفادها ـ ضرورة «محاربة» الرجال الأشرار «ليظل العالم مكاناً مليئاً بالسعادة» ـ وهي تتعمد الإساءة للإسلام والمسلمين من خلال تصويرهم بأولئك الأشرار في كثير من إنتاجها الإعلامي، ومهرجاناتها المتكررة باعتماد الأسلوب المباشر وغير المباشر.. ومن تلك الأمثلة ما يلي:
1 - أنتجت شركة ديزني عام 1982م فيلم الرسوم المتحركة (القط الطائر)، الذي يسيء للمسلمين من خلال فكرة الفيلم التي تدور حول كوكب في الكون الخارجي جميع سكانه من الهررة الذين بلغوا درجة متطورة من التقدم العلمي، بحيث يبدو سكان الأرض أمامهم أناساً متخلفين جداً. وفي الفيلم مغامرة يتصل من خلالها قط طائر عجيب منها بعالم أمريكي شاب، ويتفقان على مواجهة عصابة «خطرة جداً» تسعى للحصول على أسورة القط كي تسيطر على العالم بواسطتها. صورت هذه العصابة ـ طبعاً ـ على أنها من العرب، وتحمل أسماء عربية هي بالتحديد «أحمد ـ محمد ـ زكريا ـ علي»!! والغريب أنهم جاؤوا بعرب حقيقيين يتحدثون اللهجة البدوية ليقوموا بهذا الدور الشرير، وقد وقَّت المخرج ظهور هذه العصابة العربية بشكل يجعل المشاهد يضج غضباً من رؤيتها، ويهلل فرحاً كلما حقق القط انتصاراً عليها. وختاماً يتدخل «الجيش الأمريكي»، ويلقي القبض على العصابة العربية لينتصر القط العجيب والعالم الأمريكي!!
2 - بعد انتهاء حرب الخليج الثانية وفي عام 1991م أنتجت شركة ديزني فيلماً آخر من أفلام الرسوم المتحركة يسيء للعرب والمسلمين اسمه (علاء الدين)، يدور الفيلم حول قوة شريرة تجتمع فيها قوة الجني السحرية التي تدخل عالم القوة الكونية لانشطار الذرَّة لتصبح قوة مدمرة عظيمة، يستولي عليها رجل عربي شرير اسمه (جعفر) بأنفه المعقوف، وعمامته الدائرية، ولحيته المدببة، وثيابه الشرقية الواضحة؛ ليصبح بذلك أقوى جني على وجه هذه البسيطة. وهي صورة مشوهة دائماً للعربي المكروه تتكرر كثيراً في الإعلام الصهيوني الأمريكي.
3 - تعدُّ شركة والت ديزني مساهماً كبيراً في جهود الحكومة الأمريكية التي تخوضها فيما تسميه حرباً على (الإرهاب)، والذي لا يستهدف سوى دول ومنظمات خيرية، وحركات مقاومة إسلامية.
ولإظهار ما تملكه (ديزني) من قدرات، وما يمكن أن تقدمه في هذا المجال من أفلام وبرامج موجهة؛ قال مدير الشركة: «إن أحد مصادر قوتنا هو قدرتنا على التواصل مع عدد كبير من الناس في الولايات المتحدة وعبر العالم، ولذا فإننا نتحرك على عدة جهات لكسب الرأي العام العالمي في معركتنا».
4 - ذكر موقع شركة ديزني على الإنترنت خبراً يفيد بأنها ستدخل العهد الجديد باكتساب عدد من ملايين المسلمين في العراق. وذلك كجزء من اتفاقية (الأرض مقابل النفس) بين الشركة وصدام حسين ـ استهزاء باتفاقية (الأرض مقابل السلام) التي أطلقها العرب للتعبير عن حسن نياتهم لليهود. في اتفاقية (الأرض مقابل النفس) ستبادل شركة ديزني دولة العراق بالفائض من مخزونها الاحتياطي من الأسلحة النووية مقابل أكثر من أربعة ملايين شخص (سوف ندعوهم إخواننا وأخواتنا!!) كما يقول الإعلان. وقد رافق هذا الخبر صورة حقيقية للمسجد الحرام بمرتاديه من الطائفين والقائمين والركع السجود، لكن المفاجأة في هذه الصورة هي استبدال الكعبة المشرفة بكُرة زجاجية على شكل كرة الجولف المصممة من قِبَل فناني ديزني. وتحت الخبر وردت عبارات استفزازية متعددة للمسلمين تشمل الإساءة للنبي محمد بتشبيهه بالفأر (ميكي)، حيث اعتمدوا في هذه الاتفاقية شخصية جديدة تسمى (محمد ميكي)، إضافة إلى استبدال كرة الزجاج بالكعبة الشريفة!!
5 - لم تكفّ شركة ديزني عن الإساءة إلى الإسلام والمسلمين بشكل دائم ومستمر، وما زلنا نتذكر تلك الضجة الإعلامية والمواجهة الكلامية التي تمت بين شركة ديزني والجامعة العربية والمنظمات الإسلامية في أمريكا، والتي انتهت باستسلام الجميع وإصرار ديزني. كان ذلك في 1/10/1999م عندما أقامت (ديزني) معرضاً للقدس داخل ما أسمته بـ (القبة الألفية) للشركة بولاية فلوريدا، والذي لم تساهم (إسرائيل) في تمويله إلا بقيمة 1. 1 مليون دولار، أما الباقي فقد قدمته جهات أخرى لا يجهلها أحد ـ منها جهات عربية ـ!!